في الـ 22 من مايو 1990 كنت طفل في الثامنة من عمره حينما أعلن خبر إتمام الوحدة اليمنية ، أتذكر يومها إننا تحلقنا حول التلفاز لمتابعة الإحتفالات القادمة من عدن بمنزلنا في تعز، عدن التي هٌجرنا منها قسرا في 86.
وماهي إلا أشهر قليلة حتى شددنا الرحال إلى عدن وكان الفضل الأول للوحدة اليمنية في ذلك .
حُملت على اكتاف مهرب من ابين الى البيضاء دون ذنب ولا جريرة حتى اشرقت شمس الوحدة ونورها العظيم.
في ذكرى إعادة توحيد اليمن يعجز اللسان والقلم عن شكر هذا اليوم العظيم الذي سيظل اليوم الأعظم والأجمل في تاريخ الشعب اليمني.
وان كان يوما عظيما لكل الشعب اليمني فهو بالنسبة للجنوبيين منهم يوم لاينسى وذكرى خالدة.
سيكتب التاريخ بأحرف من نور بأنه في 22 مايو 1990 توقفت آلة الموت الجنوبية التي كانت تحصد كل عامين أرواح الآلاف عن الدوران وطوال 25 عاما كاملة حتى أعادها بعض الجنوبيين للدوران مرة أخرى.
- سيكتب التاريخ انه إذا كان الشمال بحاجة للوحدة فالجنوب بحاجة إليها مليون مرة .
وسيكتب بأحرف من نور انه لو ان للوحدة اليمنية حسنة واحدة وهي عصم دماء الجنوبيين عن بعضهم البعض طوال 21 عاما لكفت هذه الحسنة ان يٌقدس الجنوبيين هذه الوحدة لألف عاما قادمة..
- الوحدة التي توقفت فيها كل أنواع الحروب الأهلية والاقتتال والصراعات التي أدمت الجنوب.
- الوحدة التي شقت الطرقات وأوصلت المشاريع إلى كل قرية وكل بيت في المحافظات الجنوبية .
الوحدة التي بنت المدارس والجامعات والمستوصفات والمستشفيات وأوصلت سماعة الهاتف إلى كل قرية نائية .
الوحدة التي نام طوال سنينها أبناء اليمن آمنين مطمئنين في بيوتهم وساروا من صعدة إلى المهرة لايخشون على أنفسهم شيئا.
الوحدة التي أسقطت شعار لاصوت يعلو فوق صوت الحزب وقال الناس مايريدون نهارا جهارا وساروا في الشوارع وشتموا علي عبدالله صالح ومن يريدون .
والوحدة التي نتحدث عنها ليست وحدة 1994 ولن تكون بل وحدة 1990 المجيدة.
الوحدة التي توقف فيها طوال 25عاما زوار الفجر عن زيارة بيوت الناس وذهب الناس إلى أقسام الشرط تحت نور الشمس ووفق النظام والقانون.
شكرا للوحدة اليمنية التي في ظل عهدها درست وتعلمت وجلست على مقاعد الجامعة وتعالجت وسافرت ومنحتني الحرية التي لاحدود لها .
في ذكرى الوحدة اليمنية تحية ملء الكون لصانعيها الرئيسان علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض..
شكرا لكم نيابة عن 30 مليون يمني ..
ونصيحة لكل الجنوبيين تمسكوا بوحدة 1990 وارفضوا وحدة 1994 فالقادم صعب ومخيف ومرعب..