من بعد ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المباركة عاش اليمنيون في ظل أهدافها حياة مستقرة إلى حد ما بعيدة عن العنصرية والطائفية وتعايش أفراد المجتمع بمذاهبهم المختلفة في وئام ومحبة وسلام وسكنوا المدن الكبرى ولا سيما العاصمة صنعاء قادمين من مناطق اليمن المختلفة شرقا وغربا شمالاً وجنوبًا في إخاء دون تمييز أو استعلاء أو تفرقة.
إلا أن بقايا الأئمة لم يرق لهم حال المجتمع اليمني وعملوا متسترين تحت جنح الظلام على ابقاء أفكار الكهنوت والدجل والجهل حية بين أبنائهم وإن أخفوها في ظاهر تعلمهم مع اليمنيين وصولًا لتأسيس ما عرف بالشباب المؤمن ومن رحمه ولدت جماعة الحوثي الإرهابية لتعيد وجه الأئمة القبيح من جديد وتعود الطائفية والعنصرية بين أبناء اليمن.
زرع الحوثيون الطائفية في اليمن ومزقوا نسيج المجتمع المتساوي الواحد الذي حاكته ثورة سبتمبر المجيد ويعملون ليل نهار على غرسها بين فئات المجتمع المختلفة وبطرق ووسائل عدة أخطرها ما تسميه المليشيا الحوثية دورات ثقافية تستهدف به موظفي مؤسسات الدولة والجنود في المعسكرات والأفراد في الأحياء والأزقة وتلزمهم إجبارًا وتحت سلطة الحديد والنار على حضورها ناهيك عن سيطرتها على وزارة التربية والتعليم وتغييرها للمناهج التعليمية وحشوها بالأفكار العنصرية المتطرفة إضافة إلى إقامة الدورات الصيفية التي تعمل من خلالها المليشيا الحوثية على غسل أدمغة الأطفال والشباب وغرس أفكار الحوثي الطائفية في أذهانهم معتمدة على ملازم مؤسسها الهالك حسين وخطابات زعيمها المجرم عبدالملك الممتلئه بحديث الكهنوت الطائفي السلالي الهادفة لتجريف الهوية الجمهورية الوطنية للأجيال الناشئة وتشجيعهم على تبني العنف والقتل ضد كل من يؤمن بقيم المساواة والعدالة ومشروع الجمهورية بعد اتهامه بالعمالة لأمريكا واسرائيل وتكفيره واستباحة دمه وماله.
تكتسب الدورات الثقافية والصيفية أهمية كبيرى لدى الجماعة الحوثية لإدراكها بإن اليمنيين بمختلف انتماءاتهم وألوانهم ومناطقهم يرفضون مشروع الحوثي الطائفي العنصري وعودة عصر الإمامة الظلامية حتى وإن سيطرت مليشياتها على أجزاء من أرضهم بقوة السلاح والتهديد لوعي المجتمع المبكر بخطر الفكر السلالي الطائفي وأثره على الثوابت الوطنية والعقيدة الوسطية المعتدلة التي عرف بها اليمنيون وهو ما يوجب العمل على حماية أبناء اليمن من الاستهداف الطائفي الذي تروج له ميليشيا الحوثي والأهداف الخبيثة التي تسعى من خلالها إلى هدم النسيج الاجتماعي، والعمل لصالح أجندات إيران لزعزعة أمن واستقرار اليمن والمنطقة.