رغم كل الظروف الصعبة التى يعيشها اليمن، فإن هناك جهودا كبيرة للحفاظ عليه متماسكا، وأن يعود من جديد، تحت ظل حكومة شرعية فى عدن، ترأسها شخصية يمنية ذات عمق، ومعرفة بتطورات البلاد تجاوزت العقود الخمسة (الدكتور رشاد العليمى) الذى يجمع بين الخبرات المدنية، والعسكرية، ويقاوم الأوضاع الدقيقة التى يعيشها الشعب اليمنى منذ صراع الحوثيين على السلطة فى صنعاء، فاليمن بعد ما عرف بـ«الربيع العربى» لم يستقر حتى الآن.
لقد دخل اليمن فى دوامة، وصراعات على السلطة، وفى ٢٠١٣ عُقد حوار وطنى بمشاركة العديد من الفصائل السياسية، بما فيها الحوثيون، ولم يسفر عن شىء، وتجددت الصراعات الدينية، وتوسعت فى محافظة صعدة، واستمر القتال الطائفى فى مختلف أرجاء اليمن، وسيطر الحوثيون على صنعاء فى منتصف ٢٠١٤ باحتجاجات ضخمة ضد الحكومة التى ظهرت بعد رحيل الرئيس اليمنى الأسبق على عبدالله صالح، لتظل هذه السيطرة نقطة قلاقل فى اليمن.
إن اليمن يعانى أزمة سياسية، واجتماعية، واقتصادية جراء الحروب المستمرة منذ نحو عقد كامل بلا توقف، وفى ٢٥ مارس ٢٠١٥ انطلقت عاصفة الحزم (تحالف عسكرى تقوده السعودية و10 دول لدعم الشرعية فى اليمن، معاقل الحوثيين)، واستطاعت الشرعية، والتحالف استعادة مدن الساحل الغربى المطلة على البحر الأحمر، ومضيق باب المندب، وهناك محادثات للسلام مستمرة منذ ٢٠١٣.
لقد تلقيت دعوة من الدكتور رشاد العليمى مع مجموعة من الصحفيين المصريين لزيارة اليمن، والاستماع إليه حول مستقبل البلاد، ونتائج الهدنة، والدعم الدولى..
واليمن دولة عريقة لديها أهم ممر بحرى (مضيق باب المندب) يربط ٣٥ دولة حول العالم، وتعبره ٢٠٪ من السفن التى تحمل الحاويات، ويشكل باب المندب عنق الزجاجة لحركة الملاحة الدولية، وعندما أطلق الحوثيون المسيرات، والصواريخ على البحر الأحمر نصرة لأهل غزة تأثرت كل دول العالم، وتكون تحالف يسمى (الازدهار) بزعامة أمريكية، وبريطانية بهدف تأكيد سيطرتهما على أعالى البحار، مع تزايد المخاطر حول البحر الأحمر، وتحويله إلى منطقة اشتعال عسكرى، وما تحمله من مخاطر أمنية، واقتصادية، وعالمية، فكيف ستعمل حكومة الدكتور العليمى فى ظل كل هذه المخاوف، والتطورات فى اليمن.
والبحر الأحمر؟..
تمنياتى لليمن أن يعود، كما كان، سعيدا دوما.
نقلا عن الأهرام