عندما نقول أن بين الشعبين والبلدين الشقيقين اليمن والسعودية؛ علاقة وطيدة تجاوزت الجوار إلى النسب والثقافة والفن.. فلا نقول ذلك ترفاً أو مبالغة بل لعوامل وأدلة واضحة البيان يعرفها الصغير قبل الكبير.
فهذه الأوركسترا اليمنية التي احتضنها مسرح مركز الملك فهد الثقافي وقبله مسارح قلوب الشعبين الشقيقين على حد سواء؛ أتت بعد أيام قليلة من احتضان حديقة السويدي ضمن مبادرة انسجام عالمي تحت مظلة موسم الرياض؛ الأسبوع اليمني الذي حطّم الرقم القياسي في كل أيامه وفعالياته، كيف لا والرياض تحتضن واحدة من أكبر الجاليات المتعطشة للفرح في ظل الأوضاع التي يعيشها اليمن الذي سيعود سعيداً عما قريب بإذن الله.
الأوركسترا اليمنية وفي نسختها الأخيرة بالرياض بعد أن انطلقت في شرق آسيا من ماليزيا مروراً بشمال شرق أفريقيا في قاهرة المعز إلى باريس ثم الدوحة؛ قدّمت سبع عشرة مقطوعة لنماذج الفن اليمني على امتداد البلاد من الفن الحضرمي وأبو بكر سالم وكرامة مرسال إلى الصنعاني والتعزي وأيوب طارش مروراً باللحجي وفيصل علوي والميدلي اليمني السعودي وانتهاءً بالنشيد الوطني اليمني..لم تكن مجرد مقطوعات موسيقية وحسب لقد كانت أيقونات عُزفت أوتار القلوب أعادت الحنين للمتابع في المسرح، وخلف الشاشة بأصواتٍ صادحة ألِفَها المتابع؛ تقدّم هذه الأصوات سفيرة الأغنية اليمنية الفنانة أروى، ونجم الأغنية الصنعانية الفنان حسين محب بقيادة سفير الفن اليمني الجديد إلى الخارج المايسترو محمد القحوم، وكل العازفين على الآلات الموسيقية وأعضاء الكورال.
وعلى مدى أكثر من ساعتين مرت دقائق الأوركسترا كلمح البصر كان الجمهور يُمنّي النفس أن تطول وليتها تطول وتعود، ليفخر اليمني كغيره بفنه الزاخر وهو يُقدم للعالم بهذا السحر والجمال الباذخ،،